الخميس، 28 أبريل 2011

ذكريات زمان مع ماما سوزان

افتكرت اول مرة قررت اكتب فيها كان عمري 7 سنين كنت من عشاق مجلة ماجد والقصص المصورة وتان تان كان عامللي هرشة في نافوخي.
مسكت كراسة فاضية(بتاعة الدين دي معرفش بنعمل بيها ايه اصلا!)وقعدت ارسم ارسم ارسم واكتب
بعد ماخلصت جدتي بصت بصة واحدة عليها وقالتلي"هو ده العك اللي بقالك 8 ساعات مكفي علي بوزك بتعمله" نص ساعة وكان مصير اول كتاب مصور اعمله مفروش تحت بطاطس محمرة عالعشا

تاني مرة كان عندي 12 سنة في مسابقة للقصة القصيرة في المدرسة .لسه فاكر اسم القصة لغاية دلوقتي(الكادح والانفجار)
قصة مباشرة بريئة لا تخلو من عبط وبراءة الاطفال كتبتها متأثر بمرحلة ارهاب التسعينات عن راجل بسيط راح ضحية انفجار ارهابي عشان ينقذ سائحة .
القصة عجبت كل المدرسين وفازت بالمركز الاول علي الادارة وبعدين المحافظة وخدت شهادات استثمار بالعبيط والمفروض كانت تترشح للتصفيات علي مستوي الجمهورية بس الادارة رفضت والسبب؟؟
ومن غير ضحك! في مشهد النهاية زوجة البطل ساخطة علي الدولة وانها اهملت تعويض زوجها وفجأة بيظهر الرئيس بنفسه من غير حراسة-خيال اطفال معلش-عشان يكرم المواطن بنفسه.كان اعتراض مدير الادارة اني لازم اغير مشهد ظهور الرئيس والحوار مع الراجل ومراته لان مفيش داعي للمشاكل.
انا كأي طفل له اصول صعيدية وفلاحين وتراكوة كمان دماغ اهله زي الجزمة رفضت بشدة وبمنتهي العند قلت القصة فازت لغاية دلوقتي بالنهاية دي ازاي اغير فيها دلوقتي المدير ثار وقال الكلام ده في المحافظة لكن علي مستوي الجمهورية حاجة تانية .طبعا انا مفهمتش وقعدت اعيط شوية وخلصنا والفصة ماطلعتش بره محافظة الغربية(ايام ماكنت عايش هناك)
وده كان اول فهمي لمعني مصطلح(الملكي اكتر من الملك نفسه)والتعريص والكلام اللي انتوا عارفينه

مشهد تاني قبل ده بكام سنة كانت ماما سوزي بتتفتح حديقة الطفل(الحوض المرصود) في السيدة زينب الشرارة الاولي لمهرجان القراءة للجميع.ايامها جت لجنة مدرستنا التموذجية في السيدة زينب-كنت اياميها عايش هناك معلش هفهمكوا موضوع الشحططة في كل حتة ده بعدين- ودخلوا المكتبة بصوا في خلقنا وقعدو ينقوا في العيال اللي ابوه مدير بنك واللي امه شغالة دكتورة واللي ابوها مدير عمر افندي...عيال برجوازية اصلي يعني!
طبعا انا ولا ليا في الهبل ده ولا حد بياخد باله مني اصلا ..كل همي اخلص كل كتب تان تان والكتاب الاخضر والف ليلة وليلة .امينة المكتبة شاورت عليا وقالت "الواد ابو عنين خضرا ده ينفع ايه رأيكو؟"
سحبوني من قفايا حفظوني بيتين شعر عن الرسول وعلموني الالقاء والغريبة اني عجبتهم جدا ومحدش سألني افضل ارسم ولا اقرا هو كدا!!
قبل الافتتاح دخلت مسابقة لالقاء الشعر بالبيتين دول وفزت طبعا وجن جنون المسئولين عن الحديقة ولغوا الشعر لأن مش معقول ماما سوزي تسمع حاجة مش طازة يعني!
جه معاد الافتتاح دخلت المكتبةبتاعة الحديقة اول مرة قبل الافتتاح بيوم انبهرت بصراحة!! لقيت كتب كتييير اكتر من كتب المدرسة الفكسانة القديمة عندنا لقيت كتاب لمصطفي محمود استغربت قفشت فيه وخدت جنب ونسيت الناس امينة المكتبة صرخت فيا وقالت"انا مش قلتلك 100 مرة تمسك كتاب ذات الرداء الاحمر؟! الواد ده لمض ومش هينفع يقابل ماما سوزان نزلوه تحت في الجنينة مع العيال اللي بترسم.

بعد مانزلت من الجنة بسبب التفاحة المقدسة لقيت عقابي اجمد من الجنة بصراحة الوان وورق فضلت ارسم ارسم ربنا رزقني بولية سخيفة تانية برضه فرضت علينا موضوع معين نرسمه ..المهم ماما سوزي وصلت وكانت لابسة كرنبة كبيرة علي صدرها وقررت تنزل الجنينة برضه واتصورت معاها وطلعت في نشرة 9 برضه رغما عن انف حمارة المكتبة
قصره المولد انفض رجعنا بيوتنا..انبسط شوية وشفت كل مذيعات الاطفال ماما نجوي ماجدة عاصم صفاء قطب-الاسم صح؟!- وصفاء ابو السعودو خلاااص ومن يومها ماشتريتش ولا كتاب من مكتبة الاسرة غير كتاب واحد لسه فاكرة شدني عنوانه اسمه (الحب في صدر الاسلام) اقبال بركة.
مش عارف ايه اللي فكرني بالحاجات دي دلوقتي بس اهي ذكريات ساهمت في تكوين فكرتي عن النظام وكانت سبب اساسي للهروب من سطوة التعليم الحصاوي والبحث عن مصادر اخري للمعرفة

اهو انا قلت اول مرة اكتب اكتب الحاجات اللي بتنقح عليا من ايام الطفولة 

فركش!